هل يتفضل أبو عمر البغدادي الحقيقي بالوقوف؟ (إذا كنت موجودًا بالفعل). خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، أعلنت الحكومة العراقية متباهية أسرها للبغدادي ـ أمير دولة العراق الإسلامية التي تتبع تنظيم القاعدة،وأحد أكثر الإرهابيين المطلوبين في البلاد، إلا أنه تبيّن بعد ذلك أن هناك فردين على الأقل يستخدمان هذا الاسم المستعار.
وفي محافظة الأنبار، أعلنت السلطات أنها تتعقب رجلا آخر يدعى البغدادي. وتم نشر صور هذا المشتبه "المطلوب" ـ وهو رجل أصلع ـ على نقاط التفتيش المنتشرة في الأنبار، حيث تأسس تنظيم دولة العراق الإسلامية عام 2006.
وصرح مسؤولو الحكومة العراقية بأن الرجل، الذي ألقوا القبض عليه، اعترف بأنه هو نفسه البغدادي، في الوقت الذي تظهر فيه الصور شخصا مختلفا تمامًا، إذ يظهر فيها رجل لديه شعر رأس. ويرى الشيخ علي حاتم سليمان ـ زعيم قبيلة الُلَيم في الأنبار، ومؤسس حركة الصحوة، التي حاربت متمردين هناك ـ أن الحكومة المركزية تعتقل الشخص الخاطئ.
وقال عن هذه المزاعم: "إن حديثهم محض هراء، فقوات الأمن دومًا ما ترتكب أخطاء، إذ يخلطون بين المواطنين. أبو عمر البغدادي الحقيقي أصلع الرأس، أما هذا الرجل فلديه شعر".
ويقول طارق يوسف ـ قائد شرطة الأنبار ـ إنه من منطلق أن اسم أبو عمر البغدادي مجرد اسم مستعار، فمن المحتمل أن يكون هناك رجلان يستخدمان نفس الاسم. وأضاف: "من المحتمل أن يكون هناك اثنان منهما لتضليل الأجهزة الأمنية". إلا أنه عاد وقال، إن شرطة الأنبار واثقة من أن المشتبه به الملقى القبض عليه لديهم هو الرجل الصحيح، وذلك على أساس أدلة حصلوا عليها من مخبأ لتنظيم "القاعدة" العام الماضي. وتابع يوسف: "الرجل الموجود رهن الاعتقال إرهابي، إلا أن ثمة احتمالية من أن يكون هناك أبو عمر البغدادي رقم 1، وأبو عمر البغدادي رقم 2".
وتعذر الوصول إلى أي مسؤول حكومي للتعليق على الأمر، إلا أنه قد تأكد زيف مزاعم عديدة سابقة باعتقال البغدادي وكبار الزعماء الآخرين. ومثالاً على ذلك، أعلنت الحكومة قبل عامين ماضيين أنها قتلت البغدادي، وبمرور بضعة أيام، أعلن الجيش الأميركي أن القتيل ليس البغدادي، إنما هو مسلح آخر قتلته القوات الأميركية قبل أيام قليلة. وحصل الجنود العراقيون على جثمان القتيل، بعد أن كانوا أفرجوا عنه للدفن.
وكانت المزاعم الحكومية باعتقال البغدادي الحقيقي قد أحاطت بها الشكوك هذا الأسبوع بعد صدور شريط صوتي يزعم فيه رجل أنه البغدادي، وأنه ما زال حرًا طليقًا. ولم يسمح للمسؤولين الأميركيين بالوصول إلى الرجل المعتقل، كما يشير الجيش إلى أنه ما زال "لا يوجد تقرير عملياتي يؤكد أسر أو اعتقال" البغدادي.
من ناحية أخرى، أفادت الولايات المتحدة أنها ليست متأكدة حتى إذا ما كان البغدادي موجودًا أم لا. وبعد إعلان الحكومة العراقية عن أول ضربة موفقة لها لاقتناص البغدادي عام 2007، عرض مسؤولو الجيش الأميركي سيناريو مختلفا، إذ قالوا: إن البغدادي ليس إلا شخصية خيالية، يلعبها ممثل لإضفاء وجه عراقي على جماعة إرهابية أجنبية.
الشرق الاوسط